السبت، 3 مارس 2018

وجع // شعر هشام الصفطي

وجع
وحدي أعيشُ وملءُ القلبِ أَحزانُ
وَ كيفَ أَفرَحُ والأَحبابُ قَدْ بانوا
فإن همى الدَّمعُ في أنغامِ أُغْنِيَتِي
فهل تُكَفكَفُ بعد الدَّمعِ نيرانُ
كأنَّ دمعي وقودٌ فوقَ جّذْوَتِها
تُسَعِّرُ الحُزْنَ لو يعروه سُلوانُ
كأنّني ميِّتٌ والدَّمعُ غَسَّلَهُ
وَ بُلِّلَتْ مِن ثرير الدَّمعِ أَكفانُ
ويحي ، غريبٌ ، أعيشُ العُمرَ ملحَمَةً
كأَنَّ عُمري الوَغى ، والرُّوحُ شُجعانُ
في كُلِّ يومٍ سهامُ الموتِ تَقصِدُني
غدراً فيهزمُها صبرٌ و إيمانُ
وهل خلت من شجون الهمِّ أفئِدَةٌ
وهل نجا مِن نيوبِ الحُزنِ إنسانُ
رغم التقدُّمِ إنَّ الروحَ موحِشَةٌ
رغمَ المزونِ فإنَّ القلبَ عطشانُ
هل من يقينٍ بعصرٍ لا نبيَّ بِهِ
وهل بقى في غيوبِ اللوحِ قرآنُ
يا ليتَ شعري أبعد الموتِ محضُ ثرى
أم أنَّ بعدَ الرَّدى روحٌ و ريحانُ
هل يعتري الكونَ إفناءٌ يطيحُ بِهِ
أم أَنَّهُ خالِدٌ دوماً و عَمْرَانُ
الأرضُ ذَرَّةُ رملٍ في الفضاءِ تُرى
فهل تُحيطُ بِسِرِّ الكونِ أذهانُ 
يا ويح قلبي إذا ما جِئتُ أسألُهُ
يأتي بِمُعْضِلَةٍ والفِكرُ حيرانُ
حمَّلتُ نفسيَ فوقَ ما تُطيقُ أسى
يا ليتني غافلٌ والقلبَ غفلانُ

( شعر هشام الصفطي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق