الاثنين، 12 مارس 2018

وأفقْنا في صَباحٍ باكرٍ // بقلم حسين جبارة



وأفقْنا في صَباحٍ باكرٍ 
نقصدُ السجنَ الكبيرْ 
فيهِ أشْبالٌ كِبارْ 
دَفعَتْ أحلامَها 
من أجلِ حلمِ الآخرينْ 
سَنُعاني بازدحامٍ وانتظارْ 
بمكوثٍ وَوُقوفٍ وَتَلقٍّ للأوامرْ 
في طريقي لِأَسيرٍ باتَ حُبَّاً واعتبارْ 
مثلَ أسرانا جميعاً
يستحقّونَ النَّهارْ 
++++++++++++++++++ 
ووَصلنا ساحةَ السجنِ البغيضْ 
ورأينا كلَّ أطيافِ الوطنْ 
مِن شتاتٍ واحتلالٍ 
مِن جليلٍ أو نقبْ 
شعبُنا في الأسرِ واحِدْ 
لا حُدودٌ أو حواجِزْ 
لا خلافٌ أو تَشَرْذُمْ 
كلُّنا في الأصلِ شعْبٌ 
شعبُنا في "الهَمِّ" واحدْ 
++++++++++++ 
وَبِساحِ السِجنِ صمْتٌ 
مِن خلالِ الصمتِ صوتٌ 
صوتُ أُمٍّ 
يَتَعالى مِن بعيدْ 
هاتِفاً اللهُ أكبَرْ 
صوتُ أُمٍّ تتباهى 
راحَ منّا يقترِبْ 
راحَ يدنو صارِخاً 
إنَّني أُمُّ الوليدْ 
أرفعُ الرأسَ افتخاراً 
بِأسيرٍ وسَجينٍ ، أتَغنَّى مِن جديدْ 
وَإباءٌ قامتي 
مَعْدِنُ السجنِ الرِجالْ 
ووليدي في المُؤَبَّدْ 
نغمةً أشدو أُعيدْ 
شَحَنَ الصوتُ الحضورْ 
+++++++++++++
وَدَخَلْنا في الغياهبْ 
أُطرقُ الرأسَ مليّاً 
وبدربي باحثاً 
عن أسيرٍ وحبيبٍ خلفَ قضبانِ الظلامْ 
في حلكةِ الليلِ الشديدْ 
يرتإي الأسرى العبيدْ 
فجأةً صوتٌ ينادي 
وَسَمِعتُ الصوتَ أُستاذي ينادي 
فالتَفَتّْ 
ورأيتُ الشبلَ قُدامي وقوفاً 
خلفَ شُبّاكِ العبوديَّةِ صلباً كالحديدْ 
كلُّ رِمشٍ فيهِ سَهمْ 
كلُّ جَفْنٍ حارسٌ يحمي البريقْ 
جبهةٌ تعلو شموخاً 
أنفُهُ كِبْرٌ عنيدْ 
++++++++++++++
تُهتُ في بحرِ العيونْ 
يا عيوني ، مَن تكونْ 
انتَ أُستاذي ب"وردٍ" ، وَأَنا كنتُ الوليدْ 
ما اقترفتُ "الذنبَ إثماً"
غيرَ أنّي 
عن حقوقي ما صَمَتّْ
لستُ في الأسرِ الوحيدْ 
خلفَ قضبانٍ تراني 
في شراييني الأماني 
أهزمُ اليأسَ وأحيا 
في فضاءات ِ المعاني 
وزنازيني أُرَوِّي عشقَ أوطاني ضياءاً 
في طعاني لا أُعاني 
وحقوقي قَبَسٌ 
في المدلهمّاتِ الدليلْ 
عنهُ يوماً لا أَحيدْ 
++++++++++
إصبعي بينَ الشِباكْ 
وعيوني في المحيطْ 
شِحنةٌ خضّتْ كياني صرتُ تلميذَ الأسيرْ 
وهوَ أُستاذي أنا 
بكلامٍ واثِقٍ ولسانٍ لاهِجٍ 
مفرداتي تمتمتْ 
كلُ شيءٍ يتغيّرْ 
وقوانينُ الدُوَلْ 
++++++++++++ 
رُحتُ في الدهليزِ أمشي قاصداً شِبْلي الحبيبْ 
لم تُفرّقْ خَلَجاتي بينَ تلميذٍ وفيّْ 
أو حبيبٍ بالزياراتِ الجديرْ 
صارَ كلٌّ في اعتباراتي صَفيّْ 
تهتُ في سينٍ وجيمْ 
صحتُ في نفسي عميقاً 
حيِّ جيلاً صاعداً 
لا تَخَفْ 
ما دامَ في القلبِ الإلهْ 
ما علا صوتُ النبيّْ 
أُمَّهاتٌ ، رُحنَ يُرضعْنَ الصبيّْ 
بِغذاءٍ وانتِماءٍ ، وبِحسٍّ وافتداءٍ 
بِمِثالٍ 
يتغنّاهُ الأبيّْ 
بِإِلهٍ وَنَبيٍّ 
وَبِأُمٍّ وَصَبِيٍّ 
وانتماءٍ وافتداءٍ 
كلُّ أُمٍّ في بلادي ، قلعةُ الحبِّ النَّقيّْ 
كلُّ طفلٍ في ثراها ، في الميادينِ العصيّْ 
حسين جبارة 18-12-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق