ثورة البقاء
اكره ساعات الليل الاخيره
والقلب يناجيك يا اميره
ما درى المسكين أنه في الصدر
والروح سافرت دونما بصيره
جالت باطراف الدُّجى
ظنَّا ان دروب الشوق منيره
آه من لوعة الحرمان
جرفتني يا جارحي والروح كسيره
يسابقني شوقي في رحلتي
والجرح ينزف وتطول المسيره
ووهم اللقاء يُحفِّزُني بِهَمْسٍ
يدفعني والدُّروبُ عسيره
تتشعَّبُ سُبُلُ اللقاء
وتَتَنَاهَى لمَسْمَعي أنَّاتٌ مريره
خطفوها الرُّوح في ربيع العمر
ما تعوَّدَ العنكبوت هجْرَ حريره
الروح هامت في الفيافي
والجسد طواه الورد و ذكَّاهُ عبيره
في التُّراب يُوارى ناقصا
حِسًّا مُرْهَفًا هَجَرَ سريره
لا القلب يطوق لخِلِّ
والعين علي حُلْمِها نامت قريره
بِرُوحِي خِلِّي ما غِبْتَ يوما
ومُقْلَتِي راقت لطيفك نظيره
مُصَابِي في جسدي ما همَّنِي
وروحي امست لروحها عشيره
اما سمعتم بجثَّةٍ انبتت ورْدًا
عبقاً اريجُهُ فَاحَ بسحْرٍ عبيره
وطيفُكِ رُوحِي مَا غاب يوما
دفنْتُ احْلاما كانت مثيره
وصارت تراودني في جنون
اشواق الرجوع لدنيا غبيره
وتاقت نفسي لروح بجسد
يلاطفها و بعزٍّ جديره
فلا الرُّوحُ كلَّتْ بِغَابِ الضِّيَاعِ
ولا الحلْمُ رامَ و تَمَّ عقيرُه
ويبقى الوجود بِكَرِّ وفرٍّ
وخوف ليوم لهيب سعيره
عبدالحكيم الحداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق