الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

مدينة تستعصي على الوصف // بقلم مهدي الماجد

مدينة تستعصي على الوصف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في طريق ٍ خال ٍ الاّ من عبق ِ الزهور ِ 
طريق ٍ مستور ٍ من عين ِ الشمس ِ بأغصان ٍ متكاثفةْ
قلةُ المارة ِ تنذرُ بلؤم ِ المسافة ِ والوميضُ المتراجفُ بين غصن ٍ وغصنْ
وحشةُ الأصداءِ ماثلةٌ لمن يرومُ التكلمَ والاطنابَ بالحديث ِ
كنتُ أجاري تلك المدينةُ الهاجعةُ بجوار ِ النهر ِ بكل هواجسها 
أقبلُ أرضها الذهبيةُ التي تبيحُ للغريب ِ نعمةَ الانتشاءِ
هي مدينةٌ أسزوارها شاهقةٌ عليها غلاظٌ شدادٌ
لا تنامُ ليلها والموتُ ليس بآخذ ٍ راحته فيها
رجالها محاربين أبدا ً جرب الوغى بأسهم
نساؤها بأبهة ِ الحلِّ والحلل ِ 
فيها من الآلهة ِ والنذورْ
والغلمان ِ والحورْ
والنور ِ والديجورْ
والملائك ِ والشياطين ِ 
والسحرة ِ والمشعوذين ِ
وجمال ٍ يلوي الرقابَ مالا أدركه عددٌ ولا أحصاه الرقمُ
كبف بسعني الحديثُ عن نوافذها التي تجلبُ الريحَ السماحَ
وابوابها المشرعةُ بلا مغاليقَ
وارباضها المستكينةُ للفرح ِ والضياءِ
أدركُ إنا ندمنا على خرافاتنا وفاتنا أنْ نتعلمَ منها الكثيرَ
الكثيرَ الذي ابتدأ بالعجلة ِ الاولى مخترقا ً ضياءَ الحرف ِ الاول ِ ممتحنا ً قدرتنا على البقاءِ او التلاشي 
الكثيرَ الذي أصعدَ الماءَ الى ذرى حدائق ٍ غناءِ
الكثيرَ الذي ساقَ ألوفَ الآسارى من أرض ِ عيلامَ الى بقعة ٍ من الارض ِ تنشدُ الحياةَ
يا سيدتي ... لم يدركني ابدا ً وصفٌ لها 
فدعينا في لحظاتنا هذه نرتشفُ الصمتَ 
ونبحر في مياه ِ الياسمين ...
,
,
ــــــــــــــــــــ
مهدي الماجد
14/4/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق