الخميس، 20 ديسمبر 2018

بلدتي // بقلم طلال الدالي

،بلدتي والحي مسكين،
هرمنا وهرمت ليالينا
وغادرت طيور كانت
تغرد على ضفاف سواقينا
وجرة الفخار على أكتاف 
الصبايا شامخة
والدلع على الخصر 
رويدا كان يمشينا
صخرة الحي كانت ملعبنا
قد أقلعت كتبنا 
عليها حروف أسامينا
من يعيد للحي 
جمال الروح
بعدما كنا نهواه ويُهوينا
شجرة البلوط قد قطعت
ومراجيح الصبا
أسمعها حتى
الأن تنادينا
بيوت الحي
من الحجارة بنيت
واليوم باتت 
شوارع وأسافينا
كأني أراها اليوم تبكي
عند الله حزنا"
وفي محكمة 
التاريخ تقاضينا
بلدتي كانت 
طفلة مدللة
دروبها تراب
وعلى جنبها
صفصاف يعانقها 
أيلول وتشرينا
في فصل الشتاء تسمع
صوت ينابيعها
تشدو ألحاناً
على هدير سواقينا
كان الحب له مزاياه
كتبنا عنه أوراقاً
لو جمعت لأصبحت دواوينا
وصوت أخ تعال صوته
اخي أسمع صوت أمي 
في الحي تنادينا
أصوات الصبيان
في الأزقة
تهدر من كل صوب
كأنها طواحينا
سفوح جبالها كانت
كالكواكب مدرجة
حقول زيتون وعنب وتين
عصرنا الذهبي
ما عاد يعنيني
وبكل ما حمل 
من قوانين
من قال أن الذكريات 
اذا هرمت
عشق الديار
من الفؤاد تنسينا
صوت فيروز يطربنا
ودخان الموقدة في 
البرد يعنينا
وعاشق بطرف العين
ينادي حبيبته
على النبع ألن تمري
وبسمة على وجه الحبيبة
قد رسمت
بالموافقة كنت له تقولين
ماذا أقول لبلدة 
كانت جنة
انا الحزن الجميل 
مازلت أعشقك
حين على البال تذكرينا

طلال الدالي. سوريا،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق